نظمت الجمعية الاردنية للعلوم السياسية ممثلة برئيسها الاستاذ الدكتور خالد شنيكات واعضاء من الهيئة الادارية واعضاء مشاركين يوم الاربعاء 26 تشرين الاول 2022 جلسة حوارية والتي وسمت ب"شغب الملاعب الاسباب والحلول" بهدف وصف هذه الظاهرة وما يندرج تحتها ويتبعها من احداث سلبية ومدى اثر هذه الظاهرة على المجتمع.
واستضافت الجمعية الدكتور ذوقان عبيدات وسعادة النائب السابق مصطفى ياغي لأثراء الحوار من خلال تجربتهم العملية في الادارة الرياضية في الاردن وقام بأدارة الحوار في الجلسة الاستاذ يزيد المجالي وبدأ الجلسة الحوارية بعد الترحيب بالمشاركين والتعريف بهم كشخصيات عامة لها اطلاع او قرار في الشأن الرياضي.
وفي مقدمة مختصرة حددت الاطار العام للنقاش ليتسنى على المشاركين الحوار في اطار محدد لهذه الظاهرة مما يسهل بيان اسبابها وبالتالي ايجاد حلول ضمن الامكانيات بشكل واضح.
وبدأ الدكتور العبيدات مشاركته بوجهة نظره التي يرى من خلالها ان ظاهرة الشغب لها اسباب عامة واسباب خاصة وان الاسباب العامة والتي لخصها بعدم اهتمام الدولة في الرياضة لافتقارها القدرة على ادارتها ويظهر ذلك في القرارات التي تصدر من الاتحادات الرياضية الغير مدروسة وغياب التنسيق بين هذه الاتحادات واللجنة الاولومبية مع وزارة الشباب والتي تعتبر المنسق العام لادارة الرياضة في الاردن كما ان السبب السيكلوجي للجمهور له دور بارز في هذه الظاهرة واتبعها بلاسباب التربوية والمفاهيم الرياضية المغلوطة وان جملة هذه الاسباب ادت الى تردي الرياضة ومن ابرز مظاهر هذا التردي هو شغب الملاعب.
وانتقل الحوار للسعادة النائب مصطفى ياغي وبعد شكره الجمعية على هذه اللفتة الذي سرد بنظرة شمولية عن ظاهرة شغب الملاعب وتطرق بعد ذلك للحالة الاردنية من شغب الملاعب والتي بدأها بأن الاشكالية الرئيسية لظاهرة الشغب هي من المناصرين الذين يخطئون في التفريق بين حبهم لانديتهم وبين ولائهم للوطن لعدم تحديد افكارهم العامة وتزمتهم لكثير من الافكار المغلوطة الذي ينقل حالة الشغب من كونها لفظي الى شغب جسدي في ظل غياب الثقافة التربوية كما عول على غياب العدالة الاجتماعية التي تجعل من هذه الظاهرة خطراً حقيقياً وان الحل للحد من هذه الظاهرة هي اعادة صياغة منظومة النهج العام والاهتمام اكثر في الاسباب الخاصة عن تلك العامة وذكر ان الفقر والبطالة ليست من اسباب الجريمة فرأة انها قد تكون سبباً رئيساً للنجاح من خلال جعلها اساس للطموح وان الاختلاف على اساس عقائدي ومناطقي هو ابرز اسباب ظهور الشغب في الملاعب لكونها سبب ومؤثر رئيسي في النزعة الفردية واحياء الموروث الغير مجدي واثره على شتى مناحي الحياة واكد على اجهزة الدولة العمل بجدية للتخلص او تحجيم هذه الظاهرة لاقل قدر ممكن.
وبعد المحاورين انتقل الحديث للحضور الذين تطرقوا للحديث عن ظاهرة شغب الملاعب من خلال استفسارات وملاحظات للاسباب والحلول ولخصت مداخلاتهم عن شغب الملاعب انه يعول على الرياضة ان تكون من اساسيات النهضة لذا يعول على اجهزة الدولة تنظيم النشاط الرياضي وجمهوره من خلال نشر ثقافة رياضية حقيقية عند الجمهور لان الرياضة احد اهم ركائز السياسة العامة للدول والتركيز على دور الاعلام في تأجيج شغب الملاعب لذا يجب اعادة صياغة النسق الاعلامي العام في التواصل مع الجمهور والتركيز على تأثير دور العبادة والثقافة الدينية في ظاهرة شغب الملاعب وترسيخ الوسائل التكنلوجية الحديثة في ادارة الرياضة والجمهور والتركيز على اثر وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج الظاهرة والعمل الجاد من قبل الاجهزة المشرفة على الملاعب في هتافات الجمهور الغير اخلاقية واصلاح الثقافة الرياضية واصلاح البنية التحتية والاتفات اكثر للتربية الرياضية في المراحل السياسية.
ان ظاهرة العنف لا تقتصر على الرياضة بل هي ظاهرة مجتمعية لأي تجمع ونشاط انساني تنبع من ثقافة تقبل الاخر من نفس المجتمع اضافة لاختلاف غايات الجماعة الواحدة التي تؤثر في الولاء و يظهر ذلك جلياً في الاغاني الوطنية التي تدعو للمناطقية وتحجيم الولاء.
وانتهى الدكتور ذوقان ولخص مشاركته بأن الرياضة نشاط انساني غايته في الغالب غاية غير نزيهة وقال ان العقوبات ليست رادع للشغب الرياضي وتوجب العمل اكثر على التناغم في نسيج المجتمع وابراز دور المنهاج المدرسي في توجيه الجمهور والبحث في مصطلح الشغب بمفرد عن الرياضة ليتبين من الشغب هل هو شغب رياضي ام شغب جماهيري.
كما انتهى سعادة الدكتور مصطفى ياغي في تلخيص مشاركته بأثر سياسة الامن الناعم في الشغب والعمل لاعادة اختيار الشخصيات العامة على اساس كفاءة وليس على اساس مناطقي كصياغة العديد من القوانين مثل قانون السير لانها انشطة تدعي الى الفوضى وتنظيم السلوك العام والاهتمام به وفي تشريعاته التي ينعكس اثرها مباشرة في السلوك العام مع العلم بوجود فقر سياسي في نهج الاردن السياسي